الصعاليك في الجاهلية

الصعلكة والصعاليك في الجاهلية

  • الصعلكة والصعاليك في الجاهلية

اخرى قبل 5 سنة

الصعلكة والصعاليك في الجاهلية

علي ذيبان

تعبتر الصعلكة والصعاليك حركة فكرية اجتماعية نشأت وازدهرت في مجتمع الجاهلية وعصر الاسلام

معنى الصعلكة اللغوي تعني الفقير الذي لايملك المال الذي يساعدة على العيش وتحمل أعباء الحياة كما ان تلك اللفظة تجاوزت دلالتها اللغوية واخذت معاني اخرى تدلل على قطاع الطرق واعمال السلب والنهب غير ان اجمل ماعبر عن تلك المفردة اللغوية هو ادبنا العربي الحديث وذلك باشارتة الى ان الصعاليك هم الحفاة المتسكعون اللااباليون وهنالك انواع ثلاثة او فئات ثلاث للصعاليك الاول هم الخلعاء الشذاذ وهم الذين خلعتهم قبائلهم بسب اعمالهم التي لاتتوافق مع اعمال القبيلة التي ينتمون اليها مثل حاجز الازدي وقيس الحدادية،

 والاخرى فئة ابناء الحبشات السود ممن نبذهم اباؤهم ولم يلحقوا بانسابهم مثل السليك بن السلكة وتأبط شرا والشنفري وهناك فئة ثالثة احترفت الصعلكة احترافا ووصلتها الى مايفوق الفروسية عبر اعمالهم الايجابية التي كانوا يزاولونها مثل عروة بن الورد سيد الصعاليك والجدير بالذكر ان معظم صعاليك الجاهلية كانوا شعراء وكان شعرهم ترديد لصرخات وصيحات الفقر والجوع والحرمان وكان في شعرهم نقمة وثورة حتى ذهب بعض المؤرخيين الى اعتبار الصعلكة ظاهرة فكرية اجتماعية رائدة في الجاهلية، نعم كان في شعرهم نقمة وثورة على الاغنياء الأشحّاء وامتاز شعرهم بالشجاعة والصبر وقوة الباس  وسرعة العدو وقد ضرب بهم المثل في شدة العدو حتى قيل /اعدى من السليك/واعدى من الشنفري/ وكانت غاراتهم تتركز في المناطق الخصبة وترصد قوافل التجارة ومن كثرة ماتغنوا بكرِهم وبرهم باقربائهم لان مايحصلون علية كان يوزع على الاهل والاقارب والمحتاجيين والمرضى وكانت اعمالهم فيها الكثير من المروءة والاخاء والتضامن الاجتماعي وحتى كانت الناس تناشدهم وتصرخ بوجه سيد الصعاليك عمروة بن الورد اغثنا يا ابا الصعاليك .

 وكان في شعرهم سمات من الترفع والسمو والشعور بالكرامة والحياة وهذا مانجدة في شعر بن الورد/ اني لاثوي الجوع حتى يملني فيذهب لم يدنس ثيابي ولا جرمي/ فهو اي الصعلوك الصابر على الجوع ويكفيه الماء الصافي العذب بينما يصاب كل من حولة من اشحاء النفوس بتخمة من الطعام واذا ما وجد طعاما فضل اطعامة لغيرة، يعني هنا اولاده دون ان يمسة هو اولا كل مايعملة الا يوصَمْ بالعار والمذلة وقد اتخذت الصعلكة شكلا ايجابيا رغم انها قامت على السلب والنهب لان المقصد من هذا الفعل الذي يرمي الى اطعام الفقراء والمرضى من اموال الاغنياء وكأنهم يقولون ويؤكدون لنا حقيقة تكاد تكون منطقية هي ان للفقير حق في اموال الغني وهناك حقيقة اخرى جيدة في مضمونها الاوهي ان الصعاليك لم يتعرضوا في غاراتهم الى الاسيد من الشرفاء وانما كانوا يستهدفون الاغنياء الاشحاء وهذا المبدا تبناه سيد الصعاليك ابن الورد كما عرف عنة اعتزازة بنفسة وهذا الاعتزاز نابع عن مدى قناعتة بالفعل الذي يؤدية، فكان ابن الورد يلجاء اليه الصعاليك وقت الحاجة ليدلي لهم بارشاداتة عن اعمالهم المقبلة .

اطلق على الصعاليك/ذؤبان العرب/او الذئبان تشبيه بالذئاب

 

المصدر/كتاب العصر الجاهلي/الدكتور شوقي ضيف

التعليقات على خبر: الصعلكة والصعاليك في الجاهلية

حمل التطبيق الأن